كتب – رياض حجازي
جمعت الرحلة بين
محمد بن جرير
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة
ومحمد بن نصر المروزي
ومحمد بن هارون الروياني
و المعروف ان العلماء يعيشون فقـراء ، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يستجدون الناس شيئاً ولو جاعت بطونهم أو عريت أجسادهم
جمعت بينهم الرحلة بمصر، فأرملوا(نفد طعامهم وزادهم) ولم يبق عندهم ما يقوتـهم ، وأضر بـهم الجوع ، فاجتمعوا ليلة في منـزل كانوا يأوون إليه ، فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام !
فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق بن خزيمة
فقال لأصحابه : أمهلوني حتى أتوضأ ، وأصلي صلاة الخِـيَرَة
قال فاندفع في الصلاة فإذا هم بالشموع ، فاذا بمرسول من قبل والي مصر يدق الباب ففتحوا الباب فنـزل عن دابته فقال : أيكم محمد بن نصر ؟
فقيل : هو هذا…فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه
ثم قال : أيكم محمد بن جرير ؟
فقالوا : هو ذا…فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه
ثم قال : أيكم محمد بن هارون ؟
فقالوا : هو ذا….فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه
ثم قال : أيكم محمد بن إسحاق بن خزيمة ؟
فقال : هو ذا يصلي ، فلما فرغ دفع إليه الصرة ، وفيها خمسون دينارا
ثم قال : إن الأمير كان قائلا بالأمس ، فرأى في المنام خيالاً . قال : إن المحاميد طووا كشحهم جياعا(أي باتت بطونهم خاوية)، فأنفَذَ إليكم هذه الصرار وأقسَمَ عليكم إذا نفدت فابعثوا إلي أمدُّكم فهذه نماذج لدعوات من صدقوا مع الله فصدقهم الله.
هـؤلاء العلمـاء الفضــلاء هــم
محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ [ المشهور بـ ابن جرير]
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب الصحيح ( صحيح ابن خزيمة )، وصاحب كتاب التوحيد
ومحمد بن نصر المروزي صاحب كتاب تعظيم قدر الصلاة ، وكتاب قيام الليل
ومحمد بن هارون الروياني صاحب المسند ( مسند الروياني )
=================
المصدر
رواه الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده، عن أبي العباس البكري